الصورة متاحة لإعادة النشر

طالبات من الصومال

 

 

كنت لفترة أقارن المرأة الصومالية بمثيلاتها من الدول العربية، وأعتقد أنّهن يتمتعن بحقوق وحريات واسعة، فالرجل الصومالي (الأخ والابن على وجه الخصوص) لا يتدخلان في شئونها وحياتها، ولأن مجتمعنا لا يعرف ما يسمى بجرائم الشرف التي تزهق فيها روح الأنثى دونما جريرة..

ولأن مجتمعنا ليست لديه عقدة من ذكر أسماء الإناث، كغيرنا من المجتمعات، بل ربما تعرف بعض العشائر بأسماء أمهات ونسبهن.

لكني مع مرور الأيام اكتشفت جوانب لم أكن أعيرها اهتماماً.. وهي احتقار المرأة بطريقة لا إنسانية.. فمنذ 3 سنوات استفزتني مذيعة كنت معجبة بها، حين تبرعت بالاعتذار عن سيدة أرفقت اسم رئيس البرلمان السابق بلقبه المعروف بين الصوماليين (سكين)، قالت المذيعة: لا تؤاخذوها.. فهي “امرأة.. والمرأة نصف” … (المصطلح المراداف لعبارة ناقصات عقل ودين، ويمكنك إضافة  “ودية” دون تردد في الصومال)

وفي العام السابق ذهبت إلى بلدوين إحدى المدن الواقعة في وسط الصومال، وزرت مدرسة لأجري مقابلة مع المدير، فإذا بمدرس يقول: ماذا ستقول ذات الخمسين ( يعني دية المرأة التي يعتقد الصوماليون أنّها خمسون ناقة مقابل 100 ناقة للرجل)

حاول المدير مراضاتي، ولكني لم أنشر هذه المقابلة، بل رميتها في أقرب سلة مهملات لقلة احترام المدير لي كامرأة وكضيف عنده، وعدم الطلب من المدرس مغادرة الغرفة..

ولصديقتي حكايات كثيرة فهي ارتكبت جريمة كبرى، لأن سائقها رجل، وهذا يعني أنّها رئيسته ويتلقى منها التعليمات، ما يعرضهما للانتقادات والإهانات، فقد روت ذات يوم أن شرطي المرور نظر باحتقار للسائق قائلا: كيف تكون رجلاً وتقبل بهذا؟ متى كان الرجل يتلقى أوامر من امرأة..

وفي طفولتي سمعت سيدة تحاول تهدئة أخرى تلقت خبر زواج رجلها بامرأة أخرى، فأعلنت التمرد، همست لها: اسمعي كلام زوجك فالأمر لله وللرجال..

فهل هذا تناقض بين اعتبار المجتمع الصومالي أموميا كما يصفه البعض، وبين كونه ذكوريا حدّ الطغيان؟

 

 

 

You are not authorized to see this part
Please, insert a valid App IDotherwise your plugin won't work.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *