حركة الشباب تعاقب

حركة الشباب تعاقب

انتشار الظلم والاستبداد والقهر هو الذي ينتج حركات مثل داعش وبوكو حرام وحركة الشباب المجاهدين وغيرها من الحركات الدموية، وهم يحمون المستضعفين، ويناهضون قذارة النّظام العالمي..

قبل الموافقة أو الاعتراض على هذا التوصيف دعنا نطرح بعض الأمثلة عن ردّ الفعل على الظلم:

1-              انتشر الفساد والمحسوبية والتجويع والإذلال في سوريا فاندلعت ثورة مباركة، تسلحت بعد أن  تعمّد النظام الشمولي الفاسد ضرب المتظاهرين بالرصاص الحي، وتعذيب أطفالهم واغتصاب نسائهم، جاءت داعش وأعلنت في عز المقاومة دولة لها دون مشاورة الفصائل الثورية، ثم بدأت بتصفية القادة الميدانيين والأطباء..  (ردّ فعل!!!)

2-              بوكو حرام لا تعترض على أي ظلم، فقط تحرم التعليم الغربي الذي يلوث العقول، فيخطفون التلميذات، ويحرقون الكنائس.. (هل ترى أي ردّ فعل؟)

3-              حركة الشباب تتحرك في إطار غريب، لمحاربة الظالمين، تقتل عضوا برلمانيا لأنه عضو في سلطة تشريعية، والتشريع لله!! يجلدون امرأة لأنها ارتدت حمالة صدر (كيف عرف؟ الله اعلم)، تمنع شركات الاتصال من إتاحة خدمة استخدام الانترنت (الانترنت من النظام العالمي القذر)، تفجر مبنى وزاريا فيه طلاب يمتحنون من أجل الحصول على منحة.. ويحتفلون لأن الوزارة تابعة لدولة مرتدة)!!

 

فتشّ عن ردّة الفعل ضد الظلم في هذه التصرفات. فكّر كيف يمكن أن يتحمل أي شعب مثل هذا الطغيان، ثم اسأل نفسك:

ألن يأتي يومٌ تمتلأ فيه الصدور غيظاً من ظلمهم هم، فيصبحوا بين يوم وليلة في خبر كان؟

ألن يولّد طغيانهم وتجبرهم وتشويههم للدين واستغلالهم له بأبشع الصور ردّة فعل مضادة تبيدهم؟

المنطق يقول:

إن أتيت لتحرير الناس من الظلم.. فلا تحمل عصا الطاغية لتجلدهم بها بعد أن تقوى شوكتك…!!!

هل توافق على العبارة التي افتتحت بها التدوينة؟ الجواب لك….

 

You are not authorized to see this part
Please, insert a valid App IDotherwise your plugin won't work.

7 comments on “التطرف الدموي ردّ فعل؟

  • تحياتي أختي سمية.. ﻻ أظن انك ستتفاجئين بمروري من هنا 🙂
    مﻻحظتي على العبارة نفسها هي أنها ليست بالفعل عبارة واحدة، بل عبارتين مركبتين كل شطر منها يتحدث عن حالة منفصلة اﻷخرى، كيف؟
    الشق اﻷول هو أن الظلم هو الذي يولد نموذجا كالشباب وبوكو حرام.. نقطة
    الشق الثاني يقول أنهم بالفعل نجحوا في إنجاز مشروع الرد على الظلم أي نجحوا في دفعه وإيجاد البديل..
    وهذا شيئ آخر وحالة تنفصل عن الحالة اﻷولى بحيث ينتفي التﻻزم بينهما فقد يجتمعان وقد ﻻ يجتمعان.

    وعلى الهامش.. الواقع الصومالي والنيجري السابق على ظهور الشباب وبوكو حرام الدمويين أكثر عمقا وتعقيدا من الصورة اﻻختزالية أعﻻه.. تعرفين ذلك جيدا 🙁

    • الواقع الصومالي قبل حركة الشباب لم يكن بهذه الدموية.. حسب تجربتي، ولم تقدم بديلاً، فالظلم لا يقاوم بالظلم، والعدالة لا تأتي بالإذلال، وقتل كل مخالف، إن من يأخذ العصا من الجلاد، ولا يكسرها، بل يستخدمها لجلد غيره هو أيضاً ظالم، ولابد من حركة مضادة تزيلها هي الأخرى.
      أي بديل يا فاتح؟
      البديل ليس في السخافات التي يرددونها كونهم يحمون الفلاحين من جور المنظمات غير الأهلية وحماية البنات من الاغتصاب.. هذه المظاهر لا تعني أبداً إحلال الكرامة محل الإذلال ولا العدالة محل الظلم…

      شكراً لك

      • بالمناسبة لم أقترحهم بديﻻ..
        فقط أقول أن العبارة التي يقوم عليها المقال بحاجة لتفكيك.. ﻻ أدري ما العزى من القول أن التنظيمات الجهادية أتت من فراغ!
        لماذا ﻻ يمكننا ببساطة تقرير حقيقة أن الضغط يولد اﻹنفجار وأن اﻹنفجار رغم كونه سيرورة سننية تنتج بالضرورة عن الضغط فإن قد ﻻ يأتي بوضوع أحسن مما كان عليه الحال؟!
        ببساطة..

        • التنظيمات الجهادية المعادية للمجتمعات المسلمة (تعرف ما أقصد) لم تأت من فراغ، من أيام سيدنا علي كرّم الله وجهه وهم موجودين، من يوم ما أحدهم قال للرسول صلى الله عليه وسلم: ما عدلت…
          الضغط يولد الانفجار، هذا واقع.. ولهذا أتوقع أن تأتي حركة مضادة لجرائم هذه التنظيمات لتزيلها…
          ولأن ما أريد طرحه وبقوة هو أن هذه التنظيمات تسوق لنفسها بالإدعاء بأنهم دعاة عدل وكرامة ومحبة، وهم في الواقع مثل أي كيان عنصري ظالم، مثلهم مثل النازية التي مجدت العنصر الآري، فكل من هو ليس آرياً يجب محوه، وكل من ليس على عقيدتهم أو من يجرؤ على رفض ما يدعون له يجب محوه..
          ما أردت مناقشته هو: إن كان ظهورهم رد فعل.. فاين الإصلاح الذي أتوا به؟
          حقيقة لا أرى سوى أنّهم يضللون أنفسهم وغيرهم بهذه الدّعاية السطحية والعاطفية …
          هل وصلت الفكرة؟

  • ظننت أننا هنا نتحدث عن ظاهرة محددة وهي التنظيمات الجهادية عمرها لا يتعدى العقود.. وليس عن موضوع فضفاض كالتطرف والتنظع والفكر الخوارجي بشكل عام..

    ثم السؤال نفسه لا يوصل لدي الفكرة لأنك به تجعلين تلازما بين أمرين لا تلازم بينها..
    قولي هل هو رد فعل؟ سأجيب عن ذلك ونتناقش فيه.
    ثم نأتي إلى السؤال الآخر: هل أتوا ببديل صالح؟ لنجيب عنه..
    عندها تصل الفكرة.

    • التدوينة قصيرة جداً وهي فقط لدحض زعم يظهرهم أبطالاً… وهو أنّهم ثوار على الظلم، واستعراض لبعض سلوكياتهم العامة والتي لا ينكرها أحداً ليظهر أنهم فعلا لم يأتوا من اجل تعديل الميزان.. بل لتطهير الأرض من غيرهم.. فالموضوع بسيط في رأيي، وإن كان ظهورهم امراً طبيعياً وليس ردّ فعل فقل لي ذلك واشرح لي أسباب ظهورهم مع نفي أنّهم جاؤوا لنبذ الظلم مثلا…

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *