Saada

الجرائم تقع في مكان، ويُقبض على المجرمين، يحاكمون.. ينالون جزاءهم الوفاق. أمّا مقديشو؛ فيبدو أن العدالة في إجازة مفتوحة، والمجرمون في جنّة ونعيم، يعلمون أنّهم سيرتكبون فعلتهم في رابعة النّهار، ويمضون دون أن يشكّوا لحظة في أنّ أحداً سيلاحقهم.

في مدينة يقطنها كما يقال مليونا إنسان.. يغتال وزير.. لا أحد يعرف من.. يغتال نائب في البرلمان.. يمضي القاتل وسط الجموع حاملا لقب المجهول..

ومع تقادم سنوات الحرب والفوضى، توغل الجرائم في القبح، وأصبح توقيت الموت صادماً.. أثناء الصلاة.. أثناء الصيام.. بعد الخروج من المسجد.. إمعاناً من القتلة في احتقار القتيل الذي للتو أنهى عبادته.. أو ما زال يؤدّيها.. ووصمه بالكفر ولمنع الآخرين من الذهاب للصلاة في المساجد.. فهم وحدهم المسلمون والبقية يدنسونها..

أمس قتلت الفنانة الأكثر شعبية وعضو البرلمان السيدة سادة علي ورسمي، وانضمت ببساطة لمئات الآلاف ممن ذهبت دماؤهم هدراً… أصبحت اليوم من اؤلئك الذين لن يثأر لهم أحد..

ذهبت سادة ضحية البرلمان العاجز عن محاسبة سلطة لا تقدر على حمايةأي شيء، ولا حتى القصر الرئاسي… قبل أسابيع سبقها البرلماني محمد محمود حيد.. وقبلهما الكثير ولا من تحقيق ولا من إدانة ومحاكمات

والبرلمان أصبح يجيد تلاوة رسائل التأبين والرثاء واستبدال القتلى بغيرهم، مستمر بعناد شديد في بيع ضميره لمن يدفع أكثر ليغض الطرف عن مراقبة هذه الحكومة البائسة..

رحم الله ضحايا الفوضى.. رحم الله السيدة سادة علي ورسمي

 

 

You are not authorized to see this part
Please, insert a valid App IDotherwise your plugin won't work.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *